منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية يجددان تعاونهما لتحقيق مستقبل مستدام للغذاء والزراعة
يعد الابتكار في النظام الغذائية والزراعة أمراً حيوياً لمواجهة التحديات في المنطقة.
وافقت المملكة العربية السعودية على دعم جهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في تنظيم منتدى دولي يهدف إلى زيادة الابتكار في الزراعة لتسريع التحول اللازم لإطعام العدد المتزايد من السكان في المناطق الحضرية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وجاءت هذه الموافقة خلال لقاء الوفد السعودي مع المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والممثل الإقليمي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، السيد عبدالسلام ولد أحمد.
صرح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة، المهندس أحمد صالح العيادة "نأمل أن تساهم الفعالية القادمة التي سيتم تنظيمها بشكل مشترك عن موضوع الابتكار في النظم الزراعية والغذائية دول المنطقة في تحفيز دول المنطقة لتعزيز ابتكاراتها في النظم الزراعية والغذائية وتحديد الفجوات من أجل تعزيز استراتيجيات الابتكار وخطط الاستثمار المناسبة."
ومن جهته عبر السيد عبدالسلام ولد أحمد عن شكره للمملكة العربية السعودية بالقول "أشكر المملكة العربية السعودية جداً على ثقتها بمنظمة الفاو لتنظيم مثل هذه الفعالية التي من شأنها أن تسلط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في مجال الابتكار، من أجل أنظمة غذائية وزراعية أكثر استدامة."
كما أضاف "تتعاون منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والقطاعين العام والخاص، والباحثين والمجتمعات المدنية، وتشارك في تنظيم هذه الفعالية القادمة للترويج لاستخدام الابتكار والتكنولوجيا في سلال القيمة الغذائية الزراعية كقوة للتغيير في قطاع الزراعة كما في القطاعات الأخرى."
منتدى عالمي للابتكار
يعتبر الابتكار أمراً مفتاحياً لجعل الزراعة وسلسلة القيمة الغذائية الزراعية بأكملها أكثر جاذبية، ولخلق فرص العمل، ومساعدة المنطقة في تحقيق الأمن الغذائي والزراعة المستدامة وأهداف التنمية المستدامة.
ويعد هذا الحدث، الذي سيعقد في الرياض في شهر مارس ٢٠٢٠، على هامش قمة مجموعة العشرين القادمة، استجابة مباشرة وثابته لطلب الدول الأعضاء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بأن تلعب دوراً داعماً وتحفيزياً لتمكين المزارعين والشباب من خلال الابتكار والتكنولوجيا.
وسيقدم المنتدى الإلهام للجهات الفاعلة وصناع القرار في مجال الابتكار، كما سيحتفي بقصص النجاح الملهمة للمبتكرين. كذلك سيعمل على أن يكون محفزاً لتعزيز الشراكات والاستثمارات العامة والخاصة لتطوير وتقوية مجال الابتكار في النظم الزراعية والغذائية حول العالم.
الفاو والابتكار
يشمل الابتكار في الزراعة جميع جوانب دورة الإنتاج وسلسلة القيمة بأكملها – من المحاصيل أو الغابات أو مصائد الأسماك أو إنتاج الثروة الحيوانية إلى إدارة عوامل الإنتاج والوصول إلى الأسواق
تستخدم منظمة الفاو الطائرات بدون طيار (الدرونز) والتصوير عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد والتطبيقات المحمولة للوقاية من الآفات والأمراض المتخطية للحدود، وجمع البيانات في الوقت الفعلي لتقييم مخاطر الكوارث الطبيعية وأضرارها في حال حدوثها.
صرح السيد عبدالسلام ولد أحمد بأن منظمة الفاو تقدر الابتكارات الناجحة التي طبقها المزارعون على مر العصور، كما تدعم المزارعين لاستخدام الممارسات المبتكرة مثل الزراعية المائية المتكاملة للحد من استهلاك المياه في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. من خلال الجولات الدراسية التي قدمتها المنظمة للمزارعين، زار عدد من المزارعين من الجزائر ومصر وعمان بزيارة ١٥ مزرعة متكاملة لتربية الكائنات المائية، حيث تعلموا تقنيات جديدة من بعضهم البعض. كما أضاف "تعتبر هذه المجموعة الثلاثية من البلدان (الجزائر ومصر وعمان) مثالاً جيداً للتعاون الناجح بين دول الجنوب، حيث يتمتع كل من هذه الدول بمستوى مختلف من التطور والخبرة في هذه الأنظمة."
تعاون منظمة الفاو مع المملكة العربية السعودية
تعاونت منظمة الفاو مع المملكة العربية السعودية بشكل وثيق لفترة زمنية تمتد لأكثر من ٧٠ عاماً، حيث قدمت المنظمة الدعم الفني والاستشاري للمملكة على الأصعدة الاستراتيجية والمؤسسية والتقنية. وفي عام ٢٠١٧-٢٠١٨ شمال هذا الدعم المساعدة في تنفيذ المبادرات الاستراتيجية للوزارة التي تم تطويرها في سياق برنامج التحول الوطني ورؤية ٢٠٣٠.
وتشمل أوجه التعاون مجالات تعزيز الأمن الغذائي المستدام، والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية الزراعية، وتعزيز مصائد الأسماك البحرية وإنتاج وتربية الأحياء المائية، وتعزيز القدرة على الوقاية من الأمراض الحيوانية ومكافحتها، وتحسين إنتاج النباتات وحمايتها، وتعزيز الروابط بين صغار المزارعين والمنتجين الزراعيين في الأسواق، وتوطيد نظام قائم على النتائج لرصد النتائج والإبلاغ عنها.