تحويل إنتاجية الثروة الحيوانية وتمكين المجتمعات الريفية
قصة نجاح نموذج تقديم خدمات المزارع في المملكة العربية السعودية
تم إطلاق مبادرة مبتكرة في المناطق الريفية بالمملكة العربية السعودية تهدف إلى زيادة إنتاجية الثروة الحيوانية وتحسين دخل المزارعين ورعاة الأغنام أصحاب الحيازات الصغيرة. ويتم حاليًا تنفيذ نموذج تقديم خدمات المزارع في منطقتي الحدود الشمالية وجازان بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة. ويعتبر هذا النموذج جزءًا من مشروع تعزيز قدرات الوزارة لتنفيذ برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة الذي يجري تنفيذه بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبرنامج ريف السعودية ووزارة البيئة والمياه والزراعة. وتهدف هذه المبادرة إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها مربو الماعز والأغنام، مثل ضعف الإنتاجية، وارتفاع معدل النفوق، ومحدودية الموارد المائية والغطاء النباتي في الأراضي الوعرة.
نهج يركز على المزارعين
إدراكًا للتحديات التي يواجهها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة، يوفر نموذج تقديم خدمات المزارع مجموعة من الخدمات الموجهة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الخاصة. حيث يقوم فنيون محليون متدربون في مجال الإنتاج الحيواني بزيارات دورية للمزارع وفق جدول زمني محدد مسبقًا، لتقديم الخدمات الأساسية والضرورية، وتمكين المزارعين عن طريق توفير الأدوات والمعرفة اللازمة لإدارة الآفات والأمراض، وتغذية الحيوانات، واتباع معايير النظافة في منتجات الألبان. كما توفر منظمة الأغذية والزراعة ووزارة البيئة والمياه والزراعة للمزارعين المدعومين بهذه البرامج التجريبية مدخلات هامة مثل اللقاحات، والأدوية، ومعدات المزارع الصغيرة، وخدمات تشخيص الأمراض. وتتم متابعة عمليات تقديم الخدمات من خلال لوحة تحكم رقمية، مما يتيح للفنيين الميدانيين تحليل البيانات وتحديد المعوقات وإدخال التحسينات اللازمة على الخدمات المقدمة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
خدمات تحدث فرقًا
يكمن نجاح نموذج تقديم خدمات المزارع في فعاليته وتركيزه على تقديم خدمات موجهة ومركزة تحدث فارقًا حقيقيًا في حياة المزارعين، من بينها:
- تحديد أماكن الحيوانات وتتبعها: يستفيد المزارعون من نظم دقيقة لتتبع الثروة الحيوانية وإدارتها، مما يساعدهم في متابعة قطعانهم بفعالية أكبر.
- تقديم إرشادات حول ممارسات التربية والتغذية: شهد المزارعون تحسنًا ملحوظًا في صحة حيواناتهم وإنتاجيتها بفضل تطبيق أفضل الممارسات في تغذية الحيوانات ورعايتها.
- إدارة عمليات التزاوج والتكاثر: ساعدت التقنيات المتقدمة، مثل التصوير بالترددات الصوتية في تحسين الكفاءة التناسلية للماشية، مما يضمن صحة أفضل للنسل وزيادة معدلات الخصوبة.
- توفير الرعاية الصحية الوقائية: أسهمت الجداول المنتظمة لتلقي اللقاحات والعلاج من الديدان في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير، مما عزز صحة القطعان.
- توفير الرعاية الصحية العلاجية عند الطلب: يضمن العلاج الفوري للمشكلات الصحية الحيوانية التدخل في الوقت المناسب وتقليل الخسائر المحتملة.
- تقديم الاستشارات بشأن أماكن إيواء الحيوانات ورعايتها: أسهم تصميم أماكن الإيواء المحسنة في تعزيز بيئة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها العامة.
النتائج المحققة:
حقق المزارعون الذين اعتمدوا نموذج تقديم خدمات المزارع نتائج إيجابية ملموسة في عدة مجالات، من بينها:
- زيادة الإنتاجية: ارتفعت معدلات ولادة الحملان من 0.7 إلى 0.9 حمل سنويًا لكل نعجة، مما ساهم في تحسين إنتاجية الثروة الحيوانية وزيادة دخل المزارعين.
- تحسين سبل العيش: ساهمت الرعاية الصحية والتدابير الوقائية في تقليل الخسائر الناتجة عن الأمراض، مما مكن ا المزارعون من التركيز على النمو المستدام.
- تمكين المجتمعات: أصبح المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية الريفية، حيث تم تزويدهم بالأدوات والمعرفة والموارد اللازمة لدعم تطورهم.
رؤية مستقبلية
صرحت كاكولي غوش، كبيرة المستشارين الفنيين في المشروع:"النتائج واعدة، ولكن يجب الوصول إلى مزيد من المزارعين، حيث إن تربية الأغنام والماعز جزء لا يتجزأ من نمط الحياة الريفية في كافة أرجاء المملكة العربية السعودية".
بفضل بنجاح نموذج تقديم خدمات المزارع في المناطق التجريبية، أصبح لدينا الآن نموذجًا قابلاً للتكرار يمكن توسيعه ليشمل المزيد من المجتمعات الريفية. كما أن هذا النموذج يوفر فرص عمل للشباب في المملكة كموظفين مقدمي خدمات. ومن خلال التركيز على الممارسات المستدامة وتمكين المزارعين، يسهم نموذج تقديم خدمات المزارع في تحويل إنتاجية الثروة الحيوانية والنظم الريفية الزراعية والغذائية، ويعمل على إعداد خارطة طريق جديدة لتحسين الإنتاج وسبل العيش في المناطق الريفية.