البيان الصادر من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بشأن اليوم الدولي للتعليم 2024
٢٤ يناير ٢٠٢٤
اليومَ، تحتَفِلُ مُختَلَفُ دُولِ العالَمِ باليَومِ العالمِي للتعليمِ تحتَ شِعار "التَّعَلُّمُ مِن أجلِ السَّلامِ الدائِمِ".
في ضوءِ التحدياتِ غيرِ المسبوقةِ والقضايا المعقدةِ التي يَشهدُها العالمُ، تُواجهُ أنظِمتُنا التعليميةِ العديدَ مِنَ التحدياتِ وتتأثرُ بشكلٍ كبيرٍ بالتطوراتِ المتعلقةِ بالتكنولوجيا والاتّجاهاتِ البيئيةِ والاجتماعيةِ التي تتطلبُ منها التكيفَ معها ومُواكَبتَها.
ويشهدُ العالمُ موجةً منْ الصراعاتِ تُوازيها زيادةٌ مثيرةٌ للقلقِ في حالاتِ التعصبِ والتمييزِ. وعلى وجهِ الخصوصِ، يُمكِنُ أنْ تَتَّخِذَ المعلوماتُ المضلّلةُ وخِطابُ الكراهيةِ أشكالاً خطيرةً لا تؤثرُ على الأفرادِ والمجموعاتِ المستهدفةِ فحسبْ، بلْ أيضا على المجتمعاتِ ككُلٍ، وتُشكّلُ هجومًا على قيمِ التسامحِ والتنوعِ والشمولِ وحقوقِ الإنسانِ.
يظلُّ التعليمُ الجيدُ والمنصفُ والمستمرُ مدى الحياةِ قوةَ التحوّلِ الأكثرَ تأثيرًا لمعالجةِ ظواهِرِ الظلمِ والتمييز وعدمِ المساواةِ، وذلكَ مِن أجلِ إرساءِ ﻣُﺠﺘﻤﻊٍ ﻋﺎﳌﻲٍ ﻳَﺴﻮﺩُﻩ ﺍﻟﻌﺪﻝُ ﻭﺍﻟﺴَّﻼﻡُ، وبناءِ مستقبلٍ مستدامٍ للجميعِ.
وما فتِئَ يَتمتَّعُ التعليمُ، بأشكالهِ المختَلفةِ، بالقدرةِ على تَخطّي العقباتِ والحدُودِ، وتَحدِّي الأحكامِ المسبَقةِ، وسَدِّ الفَجواتِ بين الثقافاتِ، فضلًا عن دورهِ في تعزيزِ الشعورِ بالمواطنةِ العالميةِ، والشعورِ بالانتماءِ إلى إنسانيةٍ مُشتركةٍ ومتنوعةٍ، واحتِرامِ احتياجاتِ وحقوقِ بعضِنا البعضْ، واحترامِ كَوكَبِ الأرضِ؛ بَيتُ البشريةِ المشتركِ، الذي نَتحمَّلُ جميعًا المسؤوليةَ عنهُ.
لقَدْ تمَّتِ الإشارةُ بوضوحٍ إلى كلِّ ما تقدّمَ في توصِيةِ اليونسكو بشأنِ التربيةِ والتعليمِ مِن أجلِ السَّلامِ وحقوقِ الإنسانِ والتنميةِ المستدامةِ، التي اعتمَدتْها بالإجماعِ مائةٌ وأربَعٌ وتِسعونَ دولةً عضوًا في نوفمبر 2023 (وهي توصية معدّلة لتوصية عام 1974)، والتي تؤكدُ على أهميةِ وضعِ التعليمِ في صميمِ التزامِنا بالسلامِ.
وتُركِّزُ التوصيةُ على الكيفيةِ التي يَنبغي بها أن يتحولَ التعليمُ والتعلمُ إلى وسيلةٍ مُجديَةٍ تُسهِمُ في تحقيقِ السلامِ الدائمِ، وهُوَ مفهومٌ أعمقَ مِن غيابِ العنفِ والصراعِ الذي ينطوي على بذلِ جهودٍ طويلةِ الأمدِ لبناءِ القدرةِ على تقديرِ الكرامةِ الإنسانيةِ ورفاهِنا والحالةِ الجيدةِ لعالَمِنَا المشتَركِ.
كما تُجدّدُ التوصيةُ التأكيدَ على ضَرورةِ صَوْنِ حُقوقِ الإنسانِ، وإدماجِ الجميعِ في العمليةِ التربويةِ والتعليميةِ، والحرصِ على تحقيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ، على الرغم مِن التهديداتِ والتحدياتِ القائمةِ.
ولذلكَ فإن التوصيةَ تعملُ على تعزيزِ المبادئِ التوجيهيةِ الأربعةَ عشرَ ومجالاتِ العملِ ذاتِ الأولويةِ التي مِن شأنِها تمكين المتعلمينَ من المعارفِ والمهاراتِ اللازمة، ليتسنّى لهُم أن يكونُوا أصواتًا للسلامِ وسط مُجتمَعاتِهم.