احتفالات يوم الأغذية العالمي 2023 تركز على ندرة المياه والزراعة المستدامة
ركز الحدث على الاستراتيجيات التعاونية وعرض الممارسات الزراعية المبتكرة، مما عزز الالتزام بالأمن المائي والغذائي المستدام.
نظمت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، احتفالاً كبيراً في منطقة حائل بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2023. وقد أقيم الحفل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة حائل، ونُظَّم الاحتفال بدعم من الشركاء، بما فيهم أمانة منطقة حائل، وشركة المراعي، والشركة الوطنية لإنتاج البذور، وشركة لحاء للإنتاج الزراعي، وجال الدولية، وقد جاء الاحتفال أيضًا بمثابة تدشين لأنشطة القافلة الزراعية الإرشادية، ومهرجان الرمان والتين في المنطقة.
الفاو تخصص يوم الأغذية العالمي لرفع الوعي
خلال المؤتمر العشرين لمنظمة الأغذية والزراعة الذي أقيم في نوفمبر من عام 1979، خصصت الدول الأعضاء يوم 16 أكتوبر من كل عام يوم الأغذية العالمي، وذلك بهدف رفع الوعي حول تعزيز النظم الغذائية المستدامة والاستخدام المسؤول للموارد. وقد جاء احتفال هذا العام تحت شعار "المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء- لا تتركوا أحدًا خلف الركب" حيث سلط الضوء على الدور الحاسم الذي تؤديه المياه في حياتنا ومستقبل الكوكب.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز على أهمية الأمن المائي والغذائي، لا سيما في منطقة حائل، ورحب سموه بالمبادرات الزراعية المبتكرة التي تتوافق مع أهداف المملكة العربية السعودية والأهداف العالمية لتوفير المياه وتحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز التقدم الاقتصادي، في وقت أصبح الحفاظ على المياه واستخداماتها من الأهداف الأساسية التي تتطلب التعامل مع المياه بحذر ومسؤولية. أعرب سمو الأمير أيضا عن تقديره للجهود الجماعية التي تبذلها وزارة البيئة والمياه والزراعة ومنظمة الفاو والمجتمع التعاوني والإدارات والجهات الحكومية المعنية لتحقيق التنمية الريفية الزراعية المستدامة، مؤكداً على أهمية القافلة الزراعية الإرشادية وإنجازها القياسي كأطول قافلة دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية حيث قطعت أكثر من 8000 كيلومتر.
المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تتصدى لقضية ندرة المياه
سلط السيد أيمن عمر، مدير برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمملكة العربية السعودية، الضوء على الدور الحاسم الذي يؤديه صغار المزارعين في القطاع الزراعي، مشددًا على أهمية توظيف الأساليب المبتكرة في الإنتاج الغذائي والزراعي لتحسين استغلال المياه لا سيما في المنطقة العربية التي تعاني من مشكلة ندرة المياه، حيث أن الزراعة تستهلك حوالي 72% من موارد المياه العذبة في العالم. وهذا التحدي يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الجهات المعنية، بالإضافة إلى تعزيز البحث العلمي والتقدم التقني جنبًا إلى جنب مع إصلاح السياسات. وأضاف السيد أيمن أن المملكة العربية السعودية كانت في طليعة الدول في التصدي لقضية ندرة المياه وتنفيذ الممارسات الزراعية المستدامة، وقد تجسدت هذه الجهود في مبادرات رؤية المملكة 2030، والتي اشتملت على سياسات ومبادرات وبرامج مختلفة، موجهة لعدة قطاعات منها القطاع الزراعي وخاصة مسألة أهمية المياه وكفاءة استخدامها.
علاوة على ذلك، تعمل الوزارة بشكل مكثف مع المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية على تحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار وبناء الخزانات والسدود ومعالجة مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها، ونحو ذلك من التقنيات المتقدمة لتوفير المياه. وإدراكًا لتأثير تغير المناخ على توافر المياه، أطلقت المملكة مبادرة السعودية الخضراء بالتوازي مع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في عام 2021، حيث تهدف هذه المبادرات إلى قيادة جهود الاستدامة الإقليمية ومعالجة آثار تغير المناخ في المنطقة، وعلى صعيد آخر، أشار السيد أيمن إلى أن المملكة العربية السعودية نفذت العديد من المشاريع بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة بهدف تعزيز القدرات الوطنية لإدارة المياه، وتحسين كفاءة الري، واستكشاف نماذج ري مبتكرة للمزارع الصغيرة. وأضاف سعادته أن منظمة الفاو تعمل أيضًا على مستوى العالم مع البلدان والشركاء من أجل بناء القدرات الوطنية، وتطوير الأدوات، ومساعدة صناع السياسات على تعزيز انتاجية المياه، حيث تتمثل إحدى هذه الأدوات في بوابة الفاو لرصد إنتاجية المياه (WaPOR)، التي تستخدم تقنية الأقمار الصناعية لتقدير استهلاك المياه الجوفية عن طريق قياس استخدام المياه في زراعة المحاصيل والنباتات.
يوم الأغذية العالمي هو منصة لتبادل المعرفة والتواصل
جاء احتفالية يوم الأغذية العالمي في منطقة حائل بمثابة منصة لتبادل المعرفة والتواصل وعرض الممارسات الزراعية المبتكرة، حيث جمع الاحتفال المزارعين والخبراء الزراعيين وأصحاب المصلحة وأفراد المجتمع لمناقشة التحديات واستكشاف الحلول المتعلقة بندرة المياه والأمن الغذائي والزراعة المستدامة. وعلى مدار أربعة أيام هي مدة الفعالية، أجرى السيد خالد الدايود خبير التعاونيات لدى منظمة الأغذية والزراعة ورش عمل لرفع مستوى الوعي حول التعاونيات الزراعية، وركزت هذه الورش على إنشاء التعاونيات الزراعية وتشغيلها بهدف تعزيز الحركة التعاونية في المنطقة، لا سيما من خلال إدماج المرأة. علاوة إلى ذلك، شمل الاحتفال عرض للمناحل النموذجية في مزرعة عبد الله بيان طحمور الغازي، حيث سلط المهندس حسن بالحارث خبير تربية النحل لدى منظمة الفاو الضوء على عمليات تربية النحل وتشتية الطوائف وخلال الجلسة، شارك أحد مربي النحل قصة نجاحه في ممارسات التربية العضوية للنحل وأهمية اعتماد تقنيات مستدامة. حيث ألقى المهندس يحيى همام خبير الفاكهة الاستوائية في الفاو الضوء على الممارسات الزراعية الجيدة في زراعة الرمان والتين والبابايا في بعض محافظات منطقة حائل. شمل الاحتفال أيضًا عرض لرؤى حول أنظمة الري المتقدمة، مع التركيز على أهمية الإدارة الفعالة للمياه في العمليات الزراعية، حيث شاركت السيدة إيمان سليمان الخبيرة لدى منظمة الفاو المعرفة وأفضل الممارسات لتحسين استخدام المياه وتقليل الهدر.
شراكات طويلة الأمد
تهدف وزارة البيئة والمياه والزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة والمنظمات الداعمة الى تعزيز التعاون والشراكات الرامية إلى إحداث تغيير إيجابي وتهيئة مستقبل مستدام للزراعة وإنتاج الغذاء في منطقة حائل وخارجها. وكان الاحتفال بيوم الأغذية العالمي في حائل بمثابة شهادة على التزامهم وتفانيهم في تعزيز الأمن المائي والغذائي ودعم المجتمع التعاوني من أجل تحقيق التنمية الريفية القادرة على مواجهة التحديات. وختامًا، ندعو الجميع إلى اتخاذ قرارات مدروسة وتبني ممارسات الاستهلاك المستدام للمياه، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم فيما يتعلق بالأمن الغذائي وندرة المياه. اختتمت فعالية يوم الأغذية العالمي 2023 في حائل بنجاح كبير كخطوة مهمة نحو مواجهة التحديات وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام للغذاء والإنسان على الأرض.