الجهود القيادية للمملكة العربية السعودية في التشجير والتكيف مع التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
إن التزام المملكة بتحقيق الاستدامة البيئية يتجاوزحدودها الجغرافية، بل يفتح فرصًا ذهبيةً أمام دول المنطقة الأخرى.
يؤدي المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومُكافحة التصحر دورًا رياديًا وحيويًا في مواجهة تحديات التصحر والتكيف مع التغير المناخي في المملكة العربية السعودية، اخذين بالاعتبار أهمية التشجير في التخفيف من أثر التغير المناخي، ولذا ركزت إحدى حلقات النقاش في أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الضوء على المُساهمات العظيمة التي يُقدمها المركز في هذا الصدد.
تولت السيدة/ تيريزا وونغ، مسؤولة الموارد الطبيعية (المناخ) في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومدير برنامج الفاو بالمملكة العربية السعودية، إدارة حلقة النقاش التي ركزت تركيزًا أساسيًا على دور المركز في تشجيع التشجير والتصدي لتحديات التكيف مع التغير المناخي في المملكة، وضم المُتحدثون الرئيسيون باقةً من الخبراء المرموقين وأبرز الشخصيات في المجال، من بينهم د. خالد بن عبد الله العبد القادر، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومُكافحة التصحر، والمهندس/ أحمد العنزي مدير عام إدارة برنامج التشجير في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومُكافحة التصحر، ود. أيمن عمر مدير برنامج الفاو في المملكة، الذين شاركوا آرائهم ووجهات نظرهم حول هذ الموضوع.
المملكة تأخذ زمام المُبادرة في التكيف مع التغير المناخي
أكد الدكتور خالد بن عبد الله العبد القادر، في كلمته الافتتاحية، على الأهمية المُستمرة لمُعالجة تحديات التكيف مع التغير المناخي ومكافحة التصحر، وسلط الضوء على الدور الريادي للمملكة في تعزيز الاستدامة البيئية العالمية، وخاصةً عبر تنفيذ مُبادرة مجموعة العشرين العالمية لاستعادة الموائل الطبيعية التي تهدف إلى الحد من تدهور الأراضي وحماية الموائل البرية.
وسلط الدكتور خالد أيضًا الضوء على الجهود الإقليمية التي تبذلها المملكة لتولي الدور القيادي في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تهدف إلى غرس 50 مليار شجرة وإعادة استصلاح الأراضي لإصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي في البلدان الأعضاء في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتُركز مُبادرة السعودية الخضراء، على الصعيد الوطني، على مجموعةٍ واسعةٍ من الإجراءات المناخية، بما فيها إصلاح الأراضي والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز اعتماد الطاقة النظيفة على نطاقٍ واسعٍ في جميع أنحاء المملكة.
الدعم القوي المُقدم من المركز للتصدي لتحديات التكيف مع التغير المناخي
أكد المهندس/ أحمد العنزي على الجهود التي يبذلها المركز لتعزيز ممارسات الزراعة المُستدامة، وسلط الضوء على التزام المركز بتنفيذ برامج التشجير ومُبادرات الزراعة في المملكة، وأضاف أن المركز يدرس برامج التكيف مع التغير المناخي الناجحة ويستكشفها ويتعاون مع المُجتمعات المحلية لتقديم التقنيات المُبتكرة وتعزيز الممارسات الجيدة، وأكد على أهمية زراعة الأنواع المحلية المُناسبة والقادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية التي تسود البلاد، وتهدف مُبادرات المركز إلى تحقيق التنوع بأنواع الأشجار وتعزيز المرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المناخية المُتغيرة.
أشار المهندس/ أحمد العنزي إلى أن هذه الجهود تُمهد الطريق نحو مُستقبلٍ أكثر اخضرارًا واستدامةً وفقًا لرؤية المملكة 2030، ويُواصل المركز تحقيق إنجازاتٍ عظيمةٍ في مُكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي والتكيف مع التغيرات المناخية في المملكة عبر الاستفادة من الشراكات والابتكار والمُشاركة المُجتمعية.
تفاني المملكة والتزامها السياسي
أقر الدكتور/ أيمن عمر تصريحات الدكتور/ خالد بن عبد الله العبد القادر والمهندس/ أحمد العنزي ، وأكد على الدور المحوري الذي تؤديه المملكة في تعزيز الاستدامة وحماية البيئة والعمل على الحد من اثر التغير المناخي، وشدد على الدور القيادي القوي للمملكة وتفانيها والتزامها السياسي في دفع هذه المُبادرات. كما ثمن الدكتور/ أيمن عمر دور المملكة كداعمٍ رئيسٍ للبيئة، حيث تتعاون مع الدول المُجاورة لها والمُجتمع الدولي من خلال المُبادرات البيئية العديدة لتعزيز الجهود الجماعية التي تهدف إلى التصدي للتحديات البيئية الحرجة.
فعلى سبيل المثال، ترسم المملكة بنشاطٍ المساحات الحضرية التي تتميز بالوعي البيئي عبر اتبعاها التخطيط الحضري المستدام وممارسات التنمية، وتُعد هذه الجهود دليلًا على تفاني المملكة في الإدارة البيئية المسؤولة طويلة المدى والتنمية المُستدامة.
تكفل المملكة فرصًا ذهبيةً خارج الحدود
اختتم الدكتور/ أيمن حديثه بالإشارة إلى أن التزام المملكة بتحقيق الاستدامة البيئية يتجاوزحدودها الجغرافية، بل يفتح فرصًا ذهبيةً أمام دول المنطقة الأخرى، وتُساعد هذه الفرص المنطقة على بناء التزامٍ راسخٍ بالشؤون البيئية وبناء القدرات المُعززة اللازمة لاتخاذ الإجراءات المناخية، وبذلك تتصدر المنطقة المشهد في العمل المناخي في بيئيةٍ مليئةٍ بالتحديات المناخية، من خلال تعزيز الانفتاح والمُشاركة والتعلم.