تعزيز إنتاج الحبوب البعلية في المملكة العربية السعودية
تم تنظيم أول ورشة عمل وطنية معنية بإنتاج الحبوب البعلية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية بالتعاون الوثيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وبرنامج ريف
تُعرَف الحبوب البعلية، وهي في الأساس الذرة الرفيعة والدخن بكونها محاصيل ذكية في كيفية تحملها لدرجات الجفاف وتكيفها مع المناخ واحتوائها على قيم غذائية عالية، وتزرع عادة في مناطق الأراضي الجافة من العالم. وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالذرة الرفيعة والدخن والسمسم في المملكة أكثر من 70.000 هكتار، حيث يقوم بزراعتها في الغالب صغار المزارعين في المناطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وتمثل مصدرًا مهمًا للحبوب والزيت وعلف الماشية ومنتجات الأعلاف.
وفي إطار مشروع تعزيز قدرات الوزارة لتنفيذ برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة في المملكة والذي يجري تنفيذه حاليًا،يتم العمل على تعزيز وإبراز أهمية الحبوب البعلية على المستوى الوطني من خلال الجمع بين الأطراف المعنية لتعزيز التعاون والشراكة من خلال التشاور والتوفيق بين التنمية الاستراتيجية لقطاع الحبوب البعلية وإسهاماتها في تحقيق الأمن الغذائي والتحول الزراعي. ونظم المشروع مؤخرًا في مدينة الرياض وبالتعاون الوثيق مع الوزارة وبرنامج ريف أول "ورشة عمل وطنية معنية بإنتاج الحبوب البعلية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية المستدامة".
كانت زيادة الإنتاجية وتعزيز سلسلة القيمة للمحاصيل الثلاثة المستهدفة وهي الذرة الرفيعة والدخن اللؤلؤي والسمسم من المحاور الرئيسة للورشة، والتي دُعِيَ إليها حوالي 14 خبيرًا مرموقًا من مراكز أبحاث دولية، بما في ذلك المعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة (إيكاردا) والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إكريسات). وحضر الورشة حوالي 70 مشاركًا، من بينهم ممثلين عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والعديد من مراكز الأبحاث الدولية (إيكاردا وإكريسات) والجامعات الوطنية والمؤسسات المحلية.
أكد معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي في كلمته الافتتاحية على أهمية المساهمات الحالية والمستقبلية للحبوب البعلية في المملكة، في حين أكد سعادة وكيل الوزارة للأراضي والمساحة المهندس صالح اللحيدان، وسعادة الأمين العام لبرنامج ريف المهندس غسان بكري على أهمية تعزيز دور التنمية الزراعية التي يقودها أصحاب الحيازات الصغيرة في تحقيق الأمن الغذائي.
من جانبه، أعرب سعادة الأستاذأيمن عمر، ممثل ومدير برنامج المنظمة في المملكة العربية السعودية عن تقديره للدعم القوي الذي تقدمه المملكة، وأثنى على مبادرتها التي تهدف إلى تنمية زراعية ريفية، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي، خاصة في ظل ما يشده العالم حاليًا من أزمات في توافر الغذاء بسبب الصراعات المستمرة. أدار حلقة النقاش الدكتور عبد الله الهندي، الخبير الوطني لمكون الحبوب البعلية في المشروع، والأستاذ عبدالله الخثران، الخبير الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وحضر الورشة بعض من مزارعي الذرة الرفيعة والدخن في المملكة.
نجحت الورشة في عقد جلسات مشتركة وغطت المحاور التالية: 1) نظم الأغذية الزراعية واتجاهات إنتاج الحبوب البعلية، 2) أفضل ممارسات وتطورات الحبوب البعلية، 3) دور المؤسسات الريفية وتطوير سلسلة القيمة للحبوب البعلية.
ومن جانبه، أشار الدكتور حافظ مومينجانوف، خبير الإنتاج النباتي ووقاية النباتات بالمنظمة في كلمته الرئيسية إلى دعم المنظمة للبلدان الأعضاء لتعزيز زراعة الأراضي الجافة ومبادرة بلد واحد منتج واحد ذي أهمية والتي تهدف إلى تعزيز الأنظمة الغذائية الزراعية المستدامة، فيما استعرض الخبراء المدعوون الاتجاهات العالمية والتقدم العلمي وأفضل الممارسات للمحاصيل الثلاثة، وقدموا توصيات لإدارة زراعة الأراضي الجافة والتنمية الريفية في المملكة وعبر منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، كما تم عرض أوراق عمل ناقشت موضوعات أهمية الحفاظ على الموارد الجينية والمدخلات ودور التمويل المؤسسي والتأمين والمؤسسات الريفية والابتكارات في زيادة الدخل وإضافة القيمة. وقامت على إدارة الورشة الدكتورة كاكولي غوش، كبيرة الاستشاريين الفنيين، وخلصت إلى أن الورشة أرست أساسًا راسخًا لعرض قصص النجاح والاحتفال بالسنة الدولية للدخن العام المقبل.