قائدات ريادة الأعمال الزراعية لتنمية قطاع الماشية في المملكة العربية السعودية
شاركت حوالي 30 مربية ماشية من منطقة الحدود الشمالية في برنامج تجريبي بمشاركة من وزارة البيئة والمياه والزراعة.
يركز مكوّن الثروة الحيوانية في مشروع التنمية الريفية الزراعية المستدامة التابع لبرنامج التعاون الفني لمنظمة الأغذية والزراعة في المملكة العربية السعودية ("FAO-SRAD") على تنمية القدرات المتكاملة من أجل تحسين الإنتاج والإنتاجية وتعزيز القيمة المضافة والتسويق ودعم المؤسسات الريفية، بالإضافة إلى تسريع تنويع مصادر الدخل لتحسين سبل المعيشة، وتتمثل إحدى هذه المبادرات في تعزيز سلسلة القيمة الحالية للصوف والحليب عبر قطاع المجترات الصغيرة في منطقة الحدود الشمالية، وذلك من خلال عملية جماعية لتكثيف الإنتاجية وتجميع المنتجات والمعالجة والقيمة المضافة والتسويق وتحسين مستويات الدخل ولا سيما استهداف مربيات الماشية.
تُعدّ منطقة الحدود الشمالية موطنًا لثلاثة ملايين رأس من الضأن والماعز وهي مصدر رزق رئيسي لنحو 15,000 مربي ماشية من ذوي الحيازات الصغيرة معظمهم من البادية الذين يتجهون نحو تربية الماشية المستقرة. يوجد بشكل عام تحدي كبير من حيث انخفاض إنتاجية القطعان والحاجة إلى تحفيز السوق بالمنتجات الثانوية من حليب وصوف الضأن والماعز، والتي نادراً ما يستخدمها المربين في كثير من الحالات. يسعى مشروع التنمية الريفية الزراعية المستدامة إلى الاستفادة من أنظمة إنتاج المجترات الصغيرة الموجودة في المنطقة نحو الإنتاج المستدام للضأن والماعز وتسويقها من خلال برنامج سلسلة القيمة الشاملة للحليب والصوف والماشية الحية. شاركت حوالي 30 مربية ماشية من منطقة الحدود الشمالية في برنامج تجريبي بمشاركة من وزارة البيئة والمياه والزراعة فرع عرعر، كما يُنفذ البرنامج على عدة مراحل، حيث قد حشدت المربيات المختارات في مجموعة لإنشاء شبكة تعاونية للماشية وعضوية محتملة، وجرى استعراض أفضل ممارسات إدارة قطعان الماشية لبناء مشروع تربية ماشية مربح في دورة توجيهية لمدة 4 أيام نظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة الفاو.
وتقديراً لذلك، سلّم صاحب السمو الملكي فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية الشهادات للمشاركين وكرمهم، وشجع المبادرة وأكد على تقديم الدعم لها. اتخذ المشروع خطوة إلى الأمام لرصد وتسهيل تنفيذ الأنشطة من خلال تعيين ميسر مجتمعي متخصص في هذه العملية، كما أُجري مسح أساسي لقطعان المشاركين المختارة قبل بناء خطة إدارة القطيع على المستوى المصغر وإطار عمل يستهدف القطعان الفردية، ولتعزيز مستوى أنشطة تربية الماشية فإنه يُجرى تقديم الخدمات الاستشارية للمربين الأفراد بشأن صحة القطعان والحظائر من خلال خبير إنتاج وصحة الحيوانات. تعمل الوزارة ومنظمة الفاو جنبًا إلى جنب لإعداد المواد والأدوية واللقاحات والمعدات الصغيرة اللازمة للسعي إلى التنفيذ الناجح للأنشطة المُخطط لها، وبالإضافة إلى ذلك، تستمر الأنشطة التي تستهدف تطوير سلسلة القيمة لأجهزة جمع الحليب المحمولة وتخزينه ومعالجته وإضافة القيمة له وتسويقه في التقدم لتطوير أفضل. وقد سلطت د. كاكولي غوش، كبير الاستشاريين الفنيين لمشروع التنمية الريفية الزراعية المستدامة التابع لمنظمة الفاو، الضوء على هذه المبادرة باعتبارها نموذجًا جيدًا لتشجيع وجذب المزيد من المشاركات النسائية وتوسيع نطاق برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة في جميع أنحاء المملكة، وأضافت أن المشروع سيُعَجّل من إنشاء وحدة تجريبية لمعالجة الألبان بالإضافة إلى منشأة صغيرة لمعالجة الصوف. وعززت نتائج المشروع من زيادة الإنتاجية والدخل وسلسلة القيمة للضأن والماعز ومكنت النساء والشباب، بالإضافة إلى تعزيز تنمية المؤسسات الريفية وتقديم الخدمات الاستشارية.