تحسين عملية تخزين ومعالجة البن بعد حصاده في المملكة العربية السعودية
تحظى المملكة العربية السعودية بتقاليد عريقة تخص البن حيث يصنعون منه مشروباً يطلقون عليه "القهوة".
في الغالب يتم إعداده مع إضافة كمية بسيطة من الهيل، القرنفل، القرفة، الزعفران أو منها كلها. يُزرع البن العربي في جنوب غرب المملكة العربية السعودية في مرتفعات جازان وعسير والباحة، إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي ١٦٠٠ مُزارع من أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة في جازان ينتجون حوالي ٣٠٠ طناً من البن، ومع ذلك، فإن ندرة المياه، وانخفاض معدل تبني الممارسات الجيدة والتقنيات الزراعية، ووجود الآفات والأمراض، والفاقد خلال عمليات ما بعد الحصاد، وعدم اعتماد المعايير والابتكارات تحد من نمو القطاع وتطوره. تقدم منظمة الفاو، في إطار رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ وبرنامج التعاون الفني مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية، خدمات فنية واستشارية لسد هذه الثغرات بطريقة علمية ومستدامة. لذا، تم تطوير نهج متكامل يغطي كامل سلسلة قيمة إنتاج البن لتحقيق فائدة أفضل لأصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة.
لتقليل خسائر البن المحلي بعد حصاده والمحافظة على جودته وتسويقه، يعمل المشروع مع أحد رواد زراعة البن المحلي جبران بن محمد المالكي في مزرعته ومنشأته بمحافظة الداير، منطقة جازان. يمتلك جبران مزرعة بها حوالي ١٥ ألف شجرة بن تنتج ما بين ١٥ الى ٢٠ طناً من حبوب البُن الخضراء سنوياً. مثل معظم منتجي البن في المنطقة، تُخزن حبوب البن في أكياس أو حاويات بلاستيكية بسيطة غير محكمة الإغلاق قد تفتقر إلى الجودة الغذائية، مما قد يتسبب في فقدان الجوانب الفيزيائية والحسية للبن، وظهور نوبات من الأمراض الفطرية فضلاً عن أخطار التلوث. لذا، يمكن حفظ حبوب البن المحمصة في عبوات زجاجية محكمة الإغلاق. ولضمان التخزين الموصى به حسب المعايير الدولية لحبوب البن، تم توفير ١٠ حاويات محكمة الغلق من الفولاذ المقاوم للصدأ المناسب لتخزين الطعام والحفاظ على جودته (بسعة ٣٠ كجم لكل حاوية) ضمن المشروع، لتقديم ممارسات جيدة لتخزين البن المحمص. ولتحديد هوية كل حاوية وإدارة السجلات ذات الصلة بشكل صحيح، كان لكل حاوية ملصق يحمل علامة تعبر عن نوع البن وتاريخ تحميصه ووزنه.
استهدافاً للاستمرارية والاستدامة، تم تدريب المُزارع وموظفيه على عملية التخزين المناسب، وأمور سلامة الأغذية والحفاظ على النظافة الشخصية والمباني. وانتشرت الممارسات الجيدة المكتسبة بسرعة في جميع أنحاء المجتمع عن طريق الحوارات الشفهية (من مزارع إلى مزارع) ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أفاد جبران قائلاً: "كم أنا سعيد لأن هذا المشروع والتدريب عليه جعلني أكثر شعبية. كما أنني راضٍ عن هذه الممارسات الجديدة وسأشارك المعرفة التي اكتسبتها مع جميع زملائي المزارعين". كما أصبح مقر جبران مركزاً للتدريب الجيد على ممارسات ما بعد حصاد البن ومعالجته وتطوير القدرات في منطقة جازان. وقد ساعد ذلك في نشر الممارسات الجيدة الخاصة بتخزين البن في جميع مزارع جازان وسيتبع ذلك سلسلة من الأنشطة الأخرى للتعامل مع القضايا الرئيسية المتعلقة بممارسات ما بعد حصاد البن ومعالجته.