المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تطلق عدد من النشاطات التوعوية في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة في شهر رمضان المبارك
إن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة جديدة لكي نضاعف من جهودنا ولكي نسعى بعطائنا أن نكون سنداً للاجئين، وأن نترك أثراً طيباً في حياة المحتاجين أينما كانوا.
يحل شهر رمضان المبارك والعالم يرزح للعام الثاني على التوالي تحت وطأة ظروف استثنائية وجائحة ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة، وأثرت على الملايين من الأشخاص حول العالم الذين يكافحون من أجل التغلب على المعاناة والمصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي فرضها الوباء، وخاصة أفراد المجتمع الأكثر ضعفاً وتهميشاً كاللاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المضيفة لهم.
تقدر مفوضية اللاجئين أعداد النازحين قسراً حول العالم بسبب الحروب والاضطهاد بما لا يقل عن 80 مليون شخص، أي ما يعادل 1% من إجمالي سكان العالم، منهم 20 مليون لاجئ يندرجون تحت ولاية المفوضية، وتستضيف البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل الغالبية العظمى من اللاجئين، وتواجه تحديات لتأمين الخدمات لمواطنيها المحليين فضلا عن مئات الآلاف من اللاجئين.
لقد أدى الوباء إلى فقدان الكثير من اللاجئين والنازحين لمصادر دخلهم ووقوعهم في براثن الفقر المدقع، إلى درجة دفعت الكثير من العائلات النازحة واللاجئة إلى خفض مستوى إنفاقها على المواد الغذائية، ولم تعد لديهم القدرة على تسديد الديون المتراكمة أو نفقات الإيجار أو تكاليف إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وتنتهز المفوضية فرصة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الكرم والعطاء، لمناشدة المجتمع الدولي كافة والمجتمع الإسلامي خاصة إلى بذل المزيد من الجهود لتلبية الاحتياجات المتزايدة الخاصة بالتعليم، والرعاية الطبية، وكذلك التصدي للمخاطر المتعلقة بحماية الأطفال والحد من العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات. وقد أطلقت المفوضية حملتها الرمضانية لهذا العام بعنوان #خيرك_يفرق في كل ثانية، ودعت جموع المسلمين إلى تذكر اللاجئين والنازحين في دعواتهم وصلواتهم، وكذلك المساهمة في دعم جهود المفوضية في التخفيف من الأعباء الملقاة على عاتق العائلات النازحة قسراً والبعيدة عن ديارها وأحبتها.
وفي ذات السياق، تنظم المفوضية في المملكة العربية السعودية مجموعة من الأنشطة التوعوية في سوق النور التجاري بالمدينة المنورة يومي الأحد والأثنين 18 و19 أبريل 2021 (6 و7 رمضان 1442هـ)، وفي سوق مكة التجاري بمكة المكرمة - يومي الأربعاء والخميس 21 و22 أبريل 2021 (9 و10 رمضان 1442هـ). وتهدف تلك الأنشطة لرفع الوعي بقضية اللاجئين والنازحين قسراً ومناصرتهم معنوياً، وإتاحة الفرصة للجمهور للقاء فريق المفوضية والتعرف على جهودها بالتنسيق والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي عموماً، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، حيث تعد المملكة من أكبر الدول المانحة للمفوضية، وتقدم نموذجاً يُحتذى في البذل والتضامن ومد يد العون لضحايا الأزمات الإنسانية حول العالم. وتحظى المفوضية بشراكات وثيقة مع الهيئات الحكومية والإنسانية العاملة في المملكة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والصندوق السعودي للتنمية، وتتنوع المشاريع المشتركة ليصل الدعم الإنساني والتنموي إلى ملايين اللاجئين والنازحين السوريين، والنازحين العراقيين، واللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، والنازحين في اليمن وغيرهم.
إن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة جديدة لكي نضاعف من جهودنا ولكي نسعى بعطائنا أن نكون سنداً للاجئين، وأن نترك أثراً طيباً في حياة المحتاجين أينما كانوا، في رمضان وطوال العام.