الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان
يركز الإعلان العالمي ليوم حقوق الإنسان لهذا العام على دور الشباب في قيادة التغيير العالمي.
معالي الدكتور عواد بن صالح العواد، رئيس الهيئة السعودية لحقوق الإنسان،
الضيوف الكرام،
اسمحوا لي أن أبدأ بشكركم على جهودكم المتواصلة لإعمال الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لجميع الناس في المملكة العربية السعودية. فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 بعد الحرب العالمية الثانية المروعة. وكانت بمثابة دعوة للسلام والاستقرار واحترام الكرامة الإنسانية. كما تمثل الوثيقة نتاج عمل 18 شهرًا مع أعضاء ومستشارين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ويركز الإعلان العالمي ليوم حقوق الإنسان لهذا العام على دور الشباب في قيادة التغيير العالمي. مع ما يقدر بنحو 1.2 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا، فإن الشباب يمثلون واحدًا من كل ستة أشخاص. وهناك عدد من الشباب على قيد الحياة اليوم أكثر من أي وقت آخر في تاريخ البشرية. وهم عمومًا أفضل تعليماً وأكثر صحة ولديهم وصولا أكبر إلى التكنولوجيا والمعلومات التي يمكن الاستفادة منها للدفاع عن حقوق الإنسان.
كان الشباب دائمًا من المحركات الرئيسية للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي السنوات القليلة الماضية، كانوا في طليعة التعبئة الشعبية من أجل التغيير. كما أن مشاركتهم النشطة تعد ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة للجميع. وسيولد تمكين الشباب من معرفة حقوقهم والمطالبة بها بشكل أفضل منافع عالمية.
السيدات والسادة،
إن عنوان حدث اليوم هو "رؤية حقوق الإنسان للمستقبل". فالشباب تحت سن 25 سنة، وهم أكثر من نصف سكان المملكة، هم المستقبل. وتدرك الرؤية السعودية 2030 أن الشباب عنصر مهم وبالتالي فإن إشراك الشباب يمثل أولوية لتحقيق أهدافها. وبنفس الطريقة، يعتبر الشباب ضروريين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم. فيجب أن نستمع إلى الشباب لأنهم يتحدثون عن حقوقهم ومستقبلهم. كما أنهم سيمهدون الطريق للأجيال القادمة من أجل حياة أفضل.
إن حماية واحترام حقوق الإنسان هي مركز التنمية. وهذا مهم جدا للشباب حيث قد يواجهون التمييز والعقبات في التمتع بحقوقهم بسبب سنهم، مما يحد من قدرتهم على الاستفادة من تنمية بلادهم والمشاركة فيها.
الضيوف الكرام،
كما تعلمون، يمثل عام 2020 بداية عقد العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة. وسيكون تحقيق أهداف التنمية المستدامة تحديًا للعديد من البلدان، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. ولن نحقق أهداف التنمية المستدامة إلا من خلال الشراكات، وتعزيز التضامن العالمي، والالتزام بعدم ترك أي أحد يتخلف عن الركب.
لقد حققت المملكة العربية السعودية تقدماً في مجال حقوق الإنسان. ولمواصلة هذا التقدم، من المهم بالنسبة لنا الانخراط مع الشباب للوصول إلى الجميع، فنقول الهمة حتى القمة.
وبهذه الروح، تلتزم الأمم المتحدة بدعم المبادرات السعودية لتنفيذ التزاماتها في مجال حقوق الإنسان للجميع لا سيما الشباب منهم. فلنتأكد معًا، أن فوائد التنمية مشتركة بين الجميع، وأن "لا أحد يتخلف عن الركب".
شكرا لكم.