دور مربي النحل المواكبون للتقنيات الحديثة في حماية سلالة النحل المحلية في المملكة العربية السعودية
في إطار رؤية المملكة 2030، قامت المملكة بالتأكيد على أهمية تقليل الاعتماد على النحل المستورد، وأكدت على أن تربية الملكات تعد جزءً لا يتجزأ من تربية النحل.
الباحة - أدت تأثيرات تغير المناخ وتفشي أمراض نحل العسل والاستخدام غير الرشيد للكيماويات الزراعية إلى انخفاض عدد طوائف نحل العسل في جميع أنحاء العالم. وبما أن المملكة العربية السعودية تستورد أكثر من مليون طرد نحل سنويًا من الخارج بسبب ارتفاع الطلب على طوائف نحل العسل ولتلبية نقص منتجات العسل المحلية، فقد أثر ذلك على سلالة النحل المحلية في المملكة وذلك لأن استيراد النحل يساعد في نقل أمراض نحل العسل المختلفة والتهجين والاحلال للسلالة المحلية.
وفي إطار رؤية المملكة 2030 وبرامج تحقيق الرؤية، قامت المملكة بالتأكيد على أهمية تقليل الاعتماد على النحل المستورد، وأكدت على أن تربية الملكات تعد جزءً لا يتجزأ من تربية النحل، حيث تسهم في زيادة أعداد الطوائف وتحسن من إنتاجية طوائف النحل من خلال برامج التربية والانتخاب والإكثار. وتماشيًا مع أولويات وزارة البيئة والمياه والزراعة، قدم مشروع تعزيز قدرات الوزارة لتنفيذ برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة تدريبًا ميدانيًا حول تقنيات تربية ملكات نحل العسل استفاد منه أكثر من 200 من النحالين المشاركين من خلال إقامة مشروع مناحل إيضاحية نموذجية في خمس مناحل مختارة لمربي النحل وتم تزويد المشاركين بالأدوات الأساسية لتربية الملكات مثل خلايا النحل الحديثة ونويات التلقيح للملكات وجهاز جنتر Jenter وأدوات لتطعيم ومواد التغذية وغيرها، وذلك لتبني تطبيق التقنيات الحديثة لدى النحالين وتوفير فرص جيدة لمربي النحل النموذجيين لتطبيق وتمكين المعارف المكتسبة والمهارات والتقنيات والخبرات الحقيقية وذلك ليتم نشرها ومشاركتها مع مربي النحل الآخرين ومن ثم تعويض النقص في عدد طوائف النحل.
وقد أثنت الدكتورة كاكولي جوش، كبيرة المستشارين الفنيين للمشروع على أحد المتدربين قائلة "إنه لأمر مدهش أن نسمع أن أحد النحالين النموذجيين لدينا وهو سالم أحمد الزهراني من محافظة قلوة بمنطقة الباحة، يطبق عمليا التدريب الذي تلقاه وتمكن منذ بداية موسم الإنتاج من بيع حوالي 1500 ملكة عذراء و300 طرد نحل مسكن في السوق المحلية بعد أن بدأ في تربية وإنتاج ملكات نحل العسل.
وكجزء من خطة توسيع نطاق المشروع سيستمر في تشجيع المزيد من النحالين النموذجيين على مشاركة معارفهم وخبراتهم في المهارات مع عدد أكبر من مربي النحل في مزيد من مناطق المملكة، وسيتم تطبيق النهج النموذجي لمربي النحل من أجل النشر الفعال للخبرات من خلال تنظيم أيام ميدانية في مناحل النحالين النموذجيين. ونظرًا للدعم الفني المقدم للنحالين، فسيكون بإمكانهم إنتاج عدد ثابت من الخلايا لتزويد السوق بها وتعويض النقص الحاصل في إنتاج النحل المحلي مما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وكذلك حماية النحل المحلي في المملكة.