تعزيز الكوادر الوطنية في مجالات التقييم والرصد والإبلاغ في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر من أجل الإدارة المستدامة للأراضي في المملكة العربية السعودية
ورشة العمل التدريبية لتعزيز القدرات االوطنية للمشاركة الفعّالة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
الدمام - عقد المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ورشة عمل تدريبية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والشبكة العالمية لنُهج وتقنيات حفظ الموارد، وذلك لموظفي المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ووزارة البيئة والمياه والزراعة في الفترة من 19 إلى 21 مارس 2023 ، حيث ركزت ورشة العمل على تعزيز التواصل والربط مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لتنفيذ المهام المتعلقة بالتقييم والرصد والإبلاغ عن التصحر وتدهور الأراضي من أجل ضمان الإدارة المستدامة للأراضي في المملكة العربية السعودية.
ورشة العمل التدريبية لتعزيز قدرات المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ووزارة البيئة والمياه والزراعة للمشاركة الفعّالة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
ألقى السيد مشعل الثبيتي مدير عام الإدارة العامة للخدمات المشتركة في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر كلمة نيابة عن الرئيس التنفيذي للمركز في الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التدريبية التي أقيمت في فندق دانا ريحان روتانا بالدمام، حيث سلط الضوء على أهمية تعزيز قدرات موظفي المركز وموظفي وزارة البيئة والمياه والزراعة من أجل تحقيق المشاركة الفعالة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وكذلك في المبادرات والجهات ذات الصلة استعدادًا لاستضافة المملكة العربية السعودية للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024 والتأكيد على التأثير الإيجابي لمشاركتها العالمية. وأشار السيد مشعل إلى أن ورشة العمل التدريبية تسهم في تمكين المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر من دمج جهود مكافحة التصحر مع القدرة على التكيف مع تغير المناخ والحفاظ على التنوع الحيوي وبالتالي تحقيق التآزر بين اتفاقيات ريو دي جانيرو، وإعداد الموظفين للعمل بشكل استباقي ومتكامل. وخلال كلمته، رحب السيد مشعل ترحيبا حارًا بجميع المشاركين والمدربين الذين حضروا التدريب، سواء بشكل فعلي أو عبر الانترنت من مكتب المقر الرئيس لمنظمة الفاو ومن مكاتب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على مستوى العالم، معربًا عن شكره لفريق عمل منظمة الفاو وغيرها من الشركاء المتعاونين الآخرين على جهودهم الدؤوبة التي أدت إلى نجاح ورشة العمل.
التزام المملكة العربية السعودية بالإدارة المستدامة للأراضي
كما أشاد الدكتور مورالي ثوماروكودي، مدير مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالتزام المملكة العربية السعودية الراسخ بمعالجة قضايا الأراضي وذلك في اطار تنفيذ مبادرة السعودية الخضراء الطموحة، حيث تهدف المملكة إلى زراعة 10 مليار شجرة داخل أراضيها وإعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وذلك بهدف تعزيز التنوع الحيوي وتحسين جودة الهواء والمساهمة في الجهود العالمية للحد من نفايات الكربون. وأشاد سعادته بمبادرة المملكة التي امتدت خارج حدودها الوطنية من خلال قيادة بعض الأدوار المهمة في المبادرات العالمية السامية التي تشارك فيها مثل مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، حيث تطمح المملكة لدعم إصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل تحقيق المنافع المتبادلة على المستويين الإقليمي والعالمي. وأكد الدكتور مورالي أن عام 2024 سوف يشهد بصمة مهمة وتاريخية للمملكة العربية السعودية ليس فقط بسبب استضافة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ولكن أيضًا للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإطلاق الاتفاقية. كما أعرب الدكتور مورالي عن سعادته بالتعاون الوثيق بين المركز الوطني لمكافحة التصحر ومنظمة الفاو، مشيرًا إلى أن ورشة العمل التدريبية ستزود المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتنفيذ الممارسات المستدامة للإدارة الجيدة للأراضي، والتعرف على ترتيبات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر استعدادًا للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف.
تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وأهداف التنمية المستدامة
وفي كلمته الترحيبية، قال السيد أيمن عمر مدير برنامج الفاو في المملكة العربية السعودية: "إن القيمة الكبيرة للموضوع الذي تغطيه ورشة العمل ينبع من الالتزام القوي والشراكة المثمرة بين المركز الوطني لمكافحة التصحر ومنظمة الفاو ومكتب تنسيق مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وأشار سعادته إلى أن الورشة التدريبية سوف تسهم في تأهيل وتمكين الكوادر السعودية في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وفي وزارة البيئة والمياه والزراعة وكذلك في تطوير قدراتهم وتزويدهم بالمعرفة المطلوبة والأدوات اللازمة لرصد التصحر وإعداد تقارير وطنية متكاملة لتحقيق الإدارة المستدامة للأراضي وكذلك لتحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية المتمثلة في مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وسوف تعمل أيضًا على تعزيز جهود المملكة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف رقم 15: الحياة في البر، والهدف رقم 17: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف. وفي ختام كلمته، أعرب السيد أيمن عن تمنياته بالتوفيق للمشاركين ووجه شكره للجهة المنظمة على الإعداد الجيد للورشة وتنظيمها.
التعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والشبكة العالمية لنُهج وتقنيات حفظ الموارد
وقد شارك في الورشة التدريبية التي امتدت لثلاثة أيام خمسة خبراء من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث قدموا عروضًا تقديمية شملت معلومات عامة عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ولمحة عامة عن لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية، لاسيما الدورة 21 من اللجنة. كما كشف الخبراء عن مرئيات تركز حول كيفية مساهمة المملكة العربية السعودية في الكشف عن بعض التحديات الفنية المحتملة في الإبلاغ عن المؤشر رقم 15-3-1 التابع لأهداف التنمية المستدامة، وكذلك المسائل التنظيمية العامة الأخرى ذات الصلة بتنظيم الدورة السادسة عشر من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بما في ذلك موضوعات المؤتمر. وكذلك، قاد خبيران من الشبكة العالمية لنُهج وتقنيات حفظ الموارد المشاركين لاستكشاف قاعدة بيانات الشبكة العالمية لنُهج وتقنيات حفظ الموارد ونُهج وتقنيات الإدارة المستدامة للأراضي بالإضافة إلى رسم خرائط تدهور الأراضي باستخدام نهج تفاعلي. وعُقدت مناقشة مستفيضة خلال ورشة العمل حيث جذبت العروض التقديمية اهتمام المشاركين لفهم كيفية مشاركة المملكة العربية السعودية بشكل أفضل.
الكوادر السعودية تكتسب المعارف الأساسية والجاهزية
واختتمت ورشة العمل التدريبية التي أجريت في الفترة من 19 إلى 21 مارس بنجاح بعد تغطية كاملة للموضوعات التي تضمنها برنامج الورشة، ومن بينها أبعاد مسألة تدهور الأراضي والتصحر في المملكة، وأسباب التصحر وتدهور الأراضي، ومراقبة الأراضي باستخدام الاستشعار عن بعد والمعلومات الجغرافية. يذكر أنه قد تم تنظيم دورات تعليمية فردية وجلسات تطبيقية خلال الورشة حيث أتيحت للمشاركين فرصة لاسترجاع وتطبيق ما تعلموه، كما أظهرت المتدربات السعوديات أيضًا مشاركة قوية في ورشة العمل. وقد أجريت اختبارات إلكترونية في بداية الورشة ونهايتها لاختبار المشاركين وضمان اكتسابهم المعرفة المطلوبة خلال الورشة. وفي اليوم الأخير من الورشة، عُقدت جلسة حوار حول كيفية استفادة المركز الوطني لمكافحة التصحر من استضافة المملكة العربية السعودية للدورة السادسة عشر من مؤتمر الدول الأطراف. وجدير بالذكر أن المهارات والمعرفة المكتسبة خلال الورشة سوف يستفاد منها في التحضير للمهمة القادمة المتمثلة في تقييم حالة التصحر في المملكة العربية السعودية للدورة الرابعة من نظام استعراض الأداء وتقييم التنفيذ.