وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو والمجتمع الدولي يبحثون إمكانيات استخدام التين الشوكي أو البرشومي في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية
قامت الوزارة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "منظمة الفاو" بجهد مشترك لبحث مدى استخدام التين الشوكي مع المجتمعات الدولية العاملة عليه.
حيث يتمتع التين الشوكي، المعروف أيضًا باسم البرشومي، بالعديد من الخصائص الفريدة بجانب طبيعته المتنوعة بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الاستخدامات ذات الفوائد الاقتصادية، حيث جرى تبني هذا النبات ودعمه من البلدان التي تتمتع بمناخ جاف وشبه جاف. وبالرغم من أن التين الشوكي قد أدخلته المملكة ضمن نطاق زراعتها لأكثر من قرن، إلا أن المزارعين قد تخلوا عن زراعته مما ترتب عليه اجتياحه للغابات والمراعي في منطقتي الباحة وعسير، وأصبح تهديدًا حقيقيًا للتنوع الحيوي. تهدف ورشة العمل إلى جمع الخبراء من المجتمع الدولي لمناقشة الاستخدام المحتمل للتين الشوكي وتحويله من نبات غازي إلى محصول تجاري يدر بالدخل.
مراسم الافتتاح
تحدث مدير مكتب منظمة الفاو في المملكة الدكتور أيمن عمر، في افتتاح ورشة العمل التي حملت عنوان "التين الشوكي: التنمية والاستدامة"، عن تعاون منظمة الفاو المتميز والكبير مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ("إيكاردا") حول الدراسات والترويج للتين الشوكي من خلال شبكة (CactusNet) (www.cactusnetwork.org). تؤدي شبكة التعاون الفني الدولي حول الصبار بين منظمة الفاو وإيكاردا دورًا هامًا في تعزيز التعاون الفني من خلال نشرها للمعلومات بدايًة من زراعته وحتى طرحه في السوق وتبادل الخبرات الميدانية وقاعدة بيانات زراعته واستخداماته، بالإضافة إلى نشرها للبحوث العلمية في هذه المجالات. أصدرت منظمة الفاو مؤخرًا، بالتعاون مع إيكاردا، كتابًا بعنوان "نبات الصبار: بيئة، زراعته واستخداماته"، والذي تضمن معلومات عن الموارد الوراثية للتين الشوكي وخصائصه الفسيولوجية وأنواع التربة المناسبة لزراعته والآفات التي تصيبه. يتألف هذا الكتاب من 244 صفحة وهو متوفر باللغتين الإنجليزية والعربية وجرى مشاركة رابطه مع الزوار. علاوة على ذلك، أكد الدكتور عمر على التزام منظمة الفاو بالمساهمة في تطوير البرنامج الوطني لمكافحة التين الشوكي كنبات غازي وإتثمين قيمته بوصفه محصول تجاري مدر للدخل من خلال استخدام أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة.
ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام
عُقدت الورشة لمدة ثلاثة أيام في الفترة من 8 وحتى 10 أغسطس 2022، وحضرها عدد من القيادات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمزارعين والأفراد من منطقتي الباحة وعسير على وجه التحديد. تناولت ورشة العمل كيفية زراعة محصول التين الشوكي وإدارته وتطويره وتسويقه وسبل استدامته، وتبادل المتحدثون من مختلف البلدان، من مصر وتونس والمكسيك والأرجنتين وجنوب إفريقيا والهند وكذلك المملكة، الممارسات الجيدة والخبرات الإدارية.
ومن جانبها، عرضت منظمة الفاو بعض أشرطة الفيديو وشاركت عددًا من المنشورات المتعلقة بتطوير واستخدامات التين الشوكي في جناحها. وكانت ردود فعل الزوار إيجابية بشأن المبادرات الجديدة ووجهات النظر الخاصة بالتين الشوكي لما له من إمكانات هائلة في منتجات الاستهلاك البشرية، بالإضافة إلى كونه مصدر للعلف الحيواني والاستخدامات الطبية.
تختتم ورشة العمل بعمل زيارة ميدانية في 10 أغسطس 2022.
توصيات الورشة:
- القيام بدراسة مسحية للمواقع الجغرافية للتين الشوكي في المملكة باستخدام التقنيات الحديثة والزيارات الحقلية اللازمة وذلك لرسم خرائط انتشاره وتقييم أثره البيئي واقتراح ممارسات الزراعة المستدامة المناسبة
- دعم المزارعين في تبني محصول البرشومي في المدرجات الزراعية والأراضي الهامشية.
- تعزيز الاستفادة من البرشومي واعتباره بديلا مناسبا في حالة نقص الأعلاف وموجات الجفاف.
- تشجيع المزارعين على تثمين واستثمار المنتجات الثانوية للبرشومي والاستفادة منها باعتبارها قيمة مضافة
- إنشاء مجمعات وراثية وحقول أمهات لمختلف أصناف البرشومي
- انشاء كرسي أبحاث للتين الشوكي بهدف تشجيع الباحثين وطلاب الدراسات العليا لاجراء الدراسات والأبحاث ذات العلاقة باستثمار وتطوير زراعته ومكافحة آفاته
- انشاء مدينة التين الشوكي تحتوي مرافقها على مصنع المنتجات الرئيسية والثانوية ومرافق التخزين والتسويق والمعارض التي يشارك فيها المزارعون والأسر الريفية
- تشجيع إنشاء جمعيات المزارعين والجمعيات التعاونية وشركات مبتدئة على تبنّي نهج متكامل لتحقيق أقصى فوائد منتجات البرشومي.
- تشجيع التعاون مع المراكز البحثية والمنظمات الدولية (الفاو، ايكاردا، ...) في مختلف مراحل سلسلة القيمة ذات العلاقة بالتين الشوكي
- بناء قدرات المزارعين وأصحاب العلاقة من خلال عقد ورش عمل ودورات تدريبية لرفع الوعي والمهارات العلمية والعملية للتعامل مع البرشومي من الزراعة إلى الحصاد.